الاقتصاد الإسلامي: مقالات

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد؛ فقد وردت للمخاطرة معان عديدة، ارتبطت بها أحكام شرعية مختلفة؛ فطوراً يكون وجودها قادحاً في مشروعية المعاملات، وآخر يكون غيابها سبباً في عدم المشروعية تلك، ولأن المسألة كذلك، ولأننا نشخص خلطاً خطيراً في معاني المخاطرة ينسحب على حكم النشاط الذي يرتبط بها، لذا أرى لزاماً ان نحرر معاني المخاطرة بوضوح يرفع اللبس والتشويش ويؤصِّل لقول فصل في أحكام المعاملات، وهنا يمكننا أن نرصد المعاني التالية:   1. الغرر أو عدم التأكد الذي يكتنف محل العقد: قال الإمام الشافعي في سياق رفضه للوعد الملزم: "وإن تبايعا به على أن ألزما أنفسهما (البائع…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين، وبعد: الإجارة: "عقد على المنافع بعوض" (الهداية، 3: 231)، أو هي: "عقد على منفعة مباحة معلومة من عين معينة أو موصوفة في الذمة مدة معلومة أو عمل معلوم بعوض معلوم" (الروض المربع، 2: 294)؛ فالإجارة إذاً ترد على الأبدان ويكون محلها خدمة يتعهد الإنسان الأجير ببذلها، وترد على الأعيان التي يمكن أن تستأدى منها المنافع مع دوام أصلها مثل المباني والآلات، وواضح أن إجارة الأصول والأعيان هي محل البحث وليس إجارة الأبدان. والمقصود بمطلق الإجارة هو الإجارة التشغيلية التي تتحقق فيها مباني عقد إجارة الأعيان وتتحقق فيها مقاصده، إذ يتراضى العاقدان على…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: التصكيك لفظة مشتقة من الصك، وهو الورقة التي تثبت استحقاقاً ما أو أمراً بتنفيذ مضمونه، مثل صكاك الرزق التي تصدر عن ولي الأمر لمستحقها، وجمعه أصك وصكوك وصكاك (ابن منظور، 10: 456)، والتصكيك اصطلاحاً مفردة تنطوي على معان متعددة بحسب مضمون الاستحقاق الذي أشار إليه المعنى اللغوي ومقتضياته، وقد ترادف أو تداخل استخدامها مع مفردات أخرى منها: التوريق وهو عملية تحويل الأصول المالية غير السائلة وكذلك الديون الثابتة في ذمم المدينين إلى أدوات مالية "أوراق" قابلة للتداول في الأسواق المالية. التسنيد والسنددة وفيها يكون البعد التوثيقي هو الأظهر؛ فالسند من حيث…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين، وبعد: فإن تكن النفعية الوضعية قد جعلت الإنسان حاسوباً متقناً لمنافعه (وأرباحه وتكاليفه) الدنيوية العاجلة فإنَّ النفعية الإيمانية تقتضي من الإنسان أن يكون حاسوباً متقناً للمنافع الدنيوية والأخروية معاً؛ فالكشف ذو القيد المزدوج (والإضافات الحدية في جانبيه) ينبغي أن يكون حاضراً في ذهن المسلم: "فمَن يعملْ مثقال ذرَّةٍ خيرًا يرَهُ. ومَن يعملْ مثقالَ ذرَّةٍ شرًّا يرَهُ" (الزلزلة: 7، 8)، ومن هنا جاء التركيز على تفعيل المنطق الحدي في حوكمة السلوك الفردي وعلى استدامة السعي إلى التعظيم وإليك بسط ذلك.   (1) المنطق الحدي Marginal Logic approach إنَّ شق تمرة يمكن أن يغير…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: ففي سياق تحليله للنشاط الاقتصادي والعوامل المؤثرة فيه يرى ابن خلدون أنَّ الطلب هو الذي يستحث العرض وأن الحاجات الإنسانية هي التي تُحرِك النشاط الاقتصادي، ويبين أثر ما نسميه اليوم سعة السوق على الصناعة: "... الصنائع إنما تستجاد إذا احتيج إليها وكثر طالبها" (المقدمة: 403)، وهو يؤكد "أنَّ الدولة والسلطان هي السوق الأعظم" (المقدمة: 286) بما تنفقه الحكومة لتجهيز الجيش و لوازم الإدارة العامة، لذلك تزدهر الصنائع التي تطلب منتجاتها الحكومة. ويبرز ابن خلدون دور الإنفاق الحكومي على مستوى النشاط الاقتصادي؛ فالدولة حين تمسك عن الإنفاق وبلفظه حين "يحتَجن المال"؛ يقل…
متصفح المقالات