الاقتصاد الإسلامي: مقالات

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: الاستهلاك هو مآل الفعالية الاقتصادية، وهو الهدف من النشاط الاقتصادي جملة، ويقصد بالاستهلاك Consumption: عمليات الإشباع المتوالية للحاجات الإنسانية Human Needs بالطيبات.   والحاجة في التصور الإسلامي هي الافتقار إلى شيء من مقومات الحياة الأساسية أو التكميلية المعتبرة شرعاً، والاستهلاك بهذا المعنى هو الشرط المادي لاستمرار الوجود الإنساني، وبه قوام الطاقات الجسدية والعقلية والروحية للإنسان ودوامها، لذلك فهو فرض واجب بقدر ما يشبع حاجات الإنسان ويحقق مقاصد حفظ النفس والدين والعقل، وتجري عليه الأحكام الأخرى على مقتضى قصد الشارع منه، ومن هنا نفهم أبرز المبادئ الإسلامية التي تحكم الاستهلاك وهي:  …
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: اعتبر الفكر الاقتصادي الغربي "بخل الطبيعة" سبباً للمشكلة الاقتصادية، وقد أكدت نظرية (مالثوس) Malthus في السكان هذا التوصيف حيث يميل السكان، كما يعتقد إلى الزيادة بحسب متوالية هندسية، بينما يميل الغذاء إلى الزيادة بحسب متوالية عددية، وإذاً فلا بُد أن تحدث الفجوة بين السكان والموارد الغذائية، وسوف تزاد هذه الفجوة اتساعاً مع الزمن.   أما الحل عند مالثوس فيتمثل في العزوف عن الزواج أو تأجيله بهدف الحد من الزيادة السكانية، وإلا فإن الطبيعة ستحصد الرؤوس الزائدة بسيف الأوبئة والأمراض جراء سوء التغذية، أو بالحروب اصطراعاً على الموارد الغذائية. وقد بعثت المالثوسية…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: ليست الأزمات جديدة ولا طارئة على النظام الرأسمالي؛ فالتاريخ الاقتصادي يشهد أن هذا النظام كان وباستمرار عرضة لما يعرف بدورات الأعمال أو الدورات التجارية Business Cycle، وهي تقلبات دورية حادة في مستوى النشاط الاقتصادي تهوي به من الرواج Prosperity إلى الكساد Crisis مروراً بحالة من الانكماش Depression، حتى يأذن الله ببدء حركة من الانتعاش Recovery تبلِّغه حال الرواج من جديد، وهذه المراحل الأربع هي مراحل الدورة التجارية، ولكل خصائصها وسماتها مما يضق عنه المقال في هذه العجالة.   وفي تفسير دورات الأعمال هذه عرض الباحثون نظريات متعددة ركَّزت كل واحدة منها…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد؛ فقد حرص الإسلام على تحقيق الكفاية لمواطنيه فأكد التزام المجتمع ومؤسساته تجاه المحتاجين، وفي السطور التالية سنجتهد في تأشير حد هذا الالتزام وهو ما عرف فقهاً بالكفاية، والكفاية كما يقرر الفقهاء (أنظر مثلاً: السرخسي، 3: 18/ الماوردي: 205/ ابن قدامة، 6: 334) مفهوم نسبي؛ فهي تختلف باختلاف أحوال الناس وظروفهم، لكن هذه النسبية لم تمنع اعتمادها واعتبارها كما يتضح من رصد المعالم الهادية التالية:   1. إن أحكام الزكاة تشترط غنى المكلف عند تحصيلها، وأن يكون المال الخاضع للزكاة فاضلاً عن حاجته؛ إذْ لا صدقة (واجبة) إلا عن ظهر غنى (صحيح…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: أكد الإسلام موقفاً مبدئياً في غاية الوضوح وترتيبات مؤسسية في غاية الاستيعاب لقضية الأمان والضمان الاجتماعي، ونحن الآن مدعون في هذه السطور لنتعرف على هذه القضية في بعدها التمويلي، وهنا نجد أن فلسفة التمويل الإسلامي للضمان الاجتماعي تستند على الركائز التالية: أ- تفعيل المصادر الذاتية والتكافلية من خلال: 1. حفز طاقات الإنسان وحشد موارده لتمويل إشباع حاجاته ومن يعول، والارتقاء بهذه المسؤولية لتكون بالقدر الذي يؤمِّن الكفاية تكليفاً شرعياً، وليس مجرد ميل ذاتي للاكتساب، قد يفتر أمام دواعي الكسل والخمول؛ فالإسلام حبب في العمل التكسبي وندب إليه، وجعل صنوفه من فروض…
متصفح المقالات