الاقتصاد الإسلامي: مقالات

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: ليست الأزمات جديدة ولا طارئة على النظام الرأسمالي؛ فالتاريخ الاقتصادي يشهد أن هذا النظام كان وباستمرار عرضة لما يعرف بدورات الأعمال أو الدورات التجارية Business Cycle، وهي تقلبات دورية حادة في مستوى النشاط الاقتصادي تهوي به من الرواج Prosperity إلى الكساد Crisis مروراً بحالة من الانكماش Depression، حتى يأذن الله ببدء حركة من الانتعاش Recovery تبلِّغه حال الرواج من جديد، وهذه المراحل الأربع هي مراحل الدورة التجارية، ولكل خصائصها وسماتها مما يضق عنه المقال في هذه العجالة.   وفي تفسير دورات الأعمال هذه عرض الباحثون نظريات متعددة ركَّزت كل واحدة منها…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد؛ فقد حرص الإسلام على تحقيق الكفاية لمواطنيه فأكد التزام المجتمع ومؤسساته تجاه المحتاجين، وفي السطور التالية سنجتهد في تأشير حد هذا الالتزام وهو ما عرف فقهاً بالكفاية، والكفاية كما يقرر الفقهاء (أنظر مثلاً: السرخسي، 3: 18/ الماوردي: 205/ ابن قدامة، 6: 334) مفهوم نسبي؛ فهي تختلف باختلاف أحوال الناس وظروفهم، لكن هذه النسبية لم تمنع اعتمادها واعتبارها كما يتضح من رصد المعالم الهادية التالية:   1. إن أحكام الزكاة تشترط غنى المكلف عند تحصيلها، وأن يكون المال الخاضع للزكاة فاضلاً عن حاجته؛ إذْ لا صدقة (واجبة) إلا عن ظهر غنى (صحيح…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: أكد الإسلام موقفاً مبدئياً في غاية الوضوح وترتيبات مؤسسية في غاية الاستيعاب لقضية الأمان والضمان الاجتماعي، ونحن الآن مدعون في هذه السطور لنتعرف على هذه القضية في بعدها التمويلي، وهنا نجد أن فلسفة التمويل الإسلامي للضمان الاجتماعي تستند على الركائز التالية: أ- تفعيل المصادر الذاتية والتكافلية من خلال: 1. حفز طاقات الإنسان وحشد موارده لتمويل إشباع حاجاته ومن يعول، والارتقاء بهذه المسؤولية لتكون بالقدر الذي يؤمِّن الكفاية تكليفاً شرعياً، وليس مجرد ميل ذاتي للاكتساب، قد يفتر أمام دواعي الكسل والخمول؛ فالإسلام حبب في العمل التكسبي وندب إليه، وجعل صنوفه من فروض…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد؛ فإن دراسة مستقصية لمدارس الفكر الاقتصادي مستوعبة لنتاجات أعلامه، تقودنا إلى استخلاص الآتي:   1. إن جُّل الفكر الاقتصادي الوضعي هو محاولات تفسيرية للواقع ومشكلاته، لذا فهو يصنف إجمالا ضمن التحليل الاقتصادي، في حين يتركز الفكر الإسلامي حول توجيه الحياة الاقتصادية الوجهة المرضية بحسب الأحكام ومنظومة القيم الشرعية، لذا فهو يصنف ضمن المذهب الاقتصادي، وهو العنصر الأكبر والأهم بين عناصر الفكر الإسلامي.   وهذه الحقيقة تعطي للفكر الاقتصادي الإسلامي السمة المعيارية، بينما يغلب الطابع الموضوعي على الفكر الوضعي، ولعل هذا السبب هو الذي جعل البعض يصرح بأن الاقتصاد علم غير أخلاقي، وذلك…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: يتكون أي نظام اقتصادي من شقين: الأول يتمثل بمجموعة القناعات العقدية والنظرية والترجيحات القيمية التي يؤمن بها المجتمع بصدد تسيير نشاطه المعيشي وأسلوب الحياة الاقتصادية. أما الشق الثاني فيتمثل بتشكيلة المؤسسات القادرة على إحلال تلك القناعات في واقع الحياة عملياً؛ وعلى هذا فالنظام الاقتصادي الإسلامي، هو تجسيد للمذهب الاقتصادي الذي يقوم على منظومة عقدية وتشريعية وقيمية فارقة تتلخص بالإيمان بمبدأ الاستخلاف عقيدة وشريعة. والذي يقيم مفاصلة واضحة بين غايات الإنسان ووسائله، ويقيم موازنة فريدة بين أهداف الإنسان الدنيوية والأخروية؛ بين الحاجات الروحية والحاجات الجسدية؛ بين الفرد والجماعة؛ بين شكلي الملكية الخاصة…
متصفح المقالات