الاقتصاد الإسلامي: مقالات

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: تلجأ المصارف والمؤسسات المالية التي تتلقى الأموال من الجمهور وتعمل فيها مضاربة إلى اعتماد ما يعرف بطريقة النقاط أو النمر، وهي طريقة حسابية بسيطة لتحديد أنصبة الربح التي يأخذها أرباب المال في المضاربة المشتركة، وتعتمد هذه الطريقة على محددين لحصة المستثمر من أرباح الوعاء الاستثماري هما: حجم رأس المال المقدم من قبله، والمدة الزمنية التي يبقى فيها رأس المال في وعاء المضاربة.   وبعد أن تخرج حصة عامل المضاربة من الربح، يقسم الباقي بين أرباب المال (بمن فيهم عامل المضاربة إذا كان قد خلط ماله بأموال الممولين الآخرين) بحسب مقدار رأس…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: تقوم الوساطة المالية المصرفية التقليدية على أساس عقد القرض الربوي، فالمصرف يقترض بفائدة من وحدات الفائض ويقرض بفائدة أعلى منها لوحدات العجز، ومن الفرق بين سعريّ الفائدة يشتق المصرف التقليدي دخله. إن الفكر الاقتصادي جملةً، والفكر المصرفي تحديداً قد رصد لهذه الوساطة والتمويل المقدم من خلالها، جملة آثار سلبية بالغة الخطورة ومن ذلك: 1- أن التمويل الربوي يؤدي إلى تركز الثروة؛ فالأموال في ظل هذه العلاقة العقدية، تسير باتجاه الوحدات التي تكسب دائماً: اعني الوحدات التي تقرض بفائدة، وتنحسر في المحصلة عن وحدات العجز التي تلتزم برد القروض مع الفوائد سواء…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد؛ فقد استقر النظر الفقهي المعاصر، على تكيف المصرف "مضارباً مشتركاً" له مركز مزدوج؛ فهو عامل مضاربة تجاه أرباب المال وهو في الوقت نفسه "رب مال" إزاء عمال المضاربة، وقد مكّن هذا التوصيف والتكييف نظريا من أمرين:   الأول: هو تسويغ ضمان المصرف للودائع الاستثمارية. الثاني: هو تسويغ اشتراك المصرف في أرباح المضاربات التي يفوضها إلى الغير.   وقد كان فقه الحنفية في المضاربة هو نجعة المُنظِّرِين للصيرفة الإسلامية، فقد أفضت القراءة المعاصرة لهذا الفقه إلى: • تبني الآراء التي تقول: بتضمين عامل المضاربة لا لتعدي أو تقصير، إنما لمجرد أنه يفوض…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وخاتم النبيين وبعد،،، الزكاة ركن من أركان الإسلام وشعيرة من شعائره، والزكاة في دلالتها اللغوية طهرة ونماء، وهذه هي حقيقتها، والزكاة في دلالتها الاصطلاحية: استقطاع مالي جبري من أموال المكلفين، يعاد توزيعه على مستحقين معينين وصفاً، فهي كما عرّفها الفقهاء: فريضة مالية مخصوصة تجب في الأموال بشروط مخصوصة وبمقادير مخصوصة وتوضع حصيلتها في مصارف مخصوصة. وليس من أهداف هذه السطور أن تمعن في تعقب الدليل الفقهي للزكاة الذي فصّل هذه "المخصوصات"، إنما سيوجه الحديث على النحو الذي يلزم لتجلية آثار الزكاة الاقتصادية الاجتماعية، وما ينبغي فعله لتعظيم هذه الآثار.   الأساس العَقَدي والأخلاقي للزكاة…
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم النبيين وبعد: الخيار في البيع: يعني تخيير المتعاقد بين إمضاء البيع أو فسخه، وهذه المزية، مزية التخيير، قد تثبت لكلا المتعاقدين بنص الشرع مثل خيار المجلس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "البيّعان بالخيار ما لم يتفرقا"، ومثل الخيار الذي يثبت لمن اشترى المُصّراة: "... فإن رضيها أمسكها وإن سخطها أعادها وفي حلبتها صاع من تمر"، ومثل الخيار الذي يثبت للجالب الذي باع قبل أن يهبط السوق: "... فسيدها بالخيار إذا هبط السوق إن شاء أنفذ البيع وإن شاء فسخه".   وقد تثبت هذه المزية للمتعاقد بشرط يتراضى عليه العاقدان، وهذا الشرط ينشئ…
متصفح المقالات